القائمة الرئيسية

الصفحات

هواجس..نقدم لك هذه القصة الحزينة

 


كان هناك طفلة صغيرة ربيت في منزل عربي كبير في منطقة الريف ، لم يكن والديها يتفقان أبداً ، وكانوا يتشاجرون على أتفه الأمور ، وأصواتهم تعلو على بعضهم البعض كل يوم ، كان والدها يتأخر في العودة إلى المنزل دائماً ، ولم تبلغ والدتها الكبر بعد فهي ما زالت في ربيع عمرها وتبقى في المنزل لوحدها طوال اليوم ، كانت تقعد على درج المنزل تبكي وتندب حظها ، كانت الطفلة تبلغ من العمر أربعة سنين وأختها تصغرها بسنتين فقط ، ينظران إلى وجه والدتهم والدموع تملأ وجنتيها ، فيبدؤن بالبكاء معها مع أنهم لم يفقهوا سبب البكاء بعد ...

على الرغم من ذلك كانت والدتها قاسية القلب وصارمة جداً لدرجة إنها كانت تعاقبهم بالحبس في غرفة مظلمة جداً أو تتركهم في الطابق السفلي لوحدهم وتذهب ..

عندما بلغت الطفلة عمر العاشرة ، قرروا الانتقال إلى منزل جديد ، كانت هذه فرصة لتحسن الوضع بين والديها ، وبدأت الأمور بالتحسن نحو الأفضل ، كانت هذه الفتاة الصغيرة صاحبة دين ، تقيم الصلوات ومحافظة على العبادات رغم صغر سنها .

بعد مرور عدة سنوات أصيبت أختها بمرض السرطان ، تعبت كثيراً ولم تستطع مقاومة المرض ،  فقارقت الحياة بعد أشهر قليلة من معاناتها مع المرض ، رحمها الله .

في ثالث يوم من وفاة أختها ، ظهر في غرفتها شخص يرتدي ملابس بيضاء ولكن ملامح وجهه غير واضحة ، خافت الصغيرة وغطت وجهها بغطاء ، بقيت دقائق ثم فتحت طرف الغطاء لتراه واقف في نفس المكان دون حركة ولا صوت .

ثم اختفى فجأة ...

بعد مرور سنتين تقريباً ، بدأت أمور حياتها تنقلب رأساً على عقب ، أصبح مصير كل شيء الفشل ، لم تستطع إكمال تعليمها ، كما تغيرت تصرفاتها إلى الأسوء ، لم تعد تستطيع الصلاة ولا تلاوة القرآن ، تنهال الدموع على وجنتيها في كل اجتماع عائلي ، لم تكن تهدأ إلا باستماع الأغاني .

بينما تستمع إلى الأغاني ، يبدأ عقلها بصنع تخيلات غريبة ، تتخيل أنها تموت بسكتة دماغية بينما هناك شخص من أقربائها يجلس أمامها .

بعد مرور يومين أو ثلاثة ، يصاب هذا الشخص بالسكتة الدماغية فعلاً .

أو تتخيل نفسها متزوجة وهي مرتدية الفستان الأبيض مع مرافقة صديقتها لها .

بعد بضعة أيام ، تسمع خبر انفصال صديقتها عن زوجها .

كانت الصغيرة تنصدم بالنتائج في كل مرة .

واستمر الوضع هكذا .. حتى تطورت الحالة ..

بدأت ترى أحلاماً ، في اول حلم لها ، رأت أنها كانت مع أختها المتوفية في منزلهم العربي القديم يبكون بحرقة ، فإذ تظهر إمرأة قصيرة مخيفة الشكل .

تقول لهم : أنا والدتكم ...

 وتحمل أختها بين يدها لتأخذها معها ، بدأت بالصراخ والبكاء على أختها ، و المرأة تركض وهي  تهددها كي تذهب معها أيضاً ، ولكنها لم تستمع عليها ، ورفضت فتتركها وتذهب ..



أصبح هذا المنام يتكرر كل يوم ، حتى أصبح يرافقها كالكابوس في كل حلم ، بدأ الخوف يملأ قلبها ، و تشعر بأنها تعاني من مشكلة نفسية ، قررت  الذهاب إلى أكثر من طبيب نفسي لتتعالج.

حتى حان وقت ظهور أحلام وكوابيس جديدة ، رأت في منامها الثاني ، المرأة نفسها ولكن في هذه المرة يقف معها شاب ، ينظران إليها من بعيد ، وفجأة تأخذ قطعة من ملابسي وتركض بطريقة غريبة ، لتصل إلى ساحة فيها قبر ومحاط بسور صغير ، لتضع ملابسها تحت القبر ، وهي تلاحقها حتى تصل إلى القبر فتمسكها وتقيد يدها بحبال محكمة ، ثم تقعد فوق القبر وتربط الشاب مع الفتاة الصغيرة في القبر وهو سعيد ويضحك ، وعائلتها واقفون بجانب القبر ويبكون بشدة .

استيقظت من نومها لترى كل شيء طبيعي في المنزل ، ولكن قطعة ملابسها ! من أخذها من مكانها ؟؟! 

بحثت عن تلك القطعة في كل زاوية من زوايا الغرفة ، لكن دون جدوى ، فقد اختفى ...

هنا بدأت نفسيتها تتغير ، فلم تعد تلك الفتاة التقية ، حيث ابتعدت عن رب العالمين ، كانت تشعر بذلك البعد في ذاتها ، لكنها لم تعد تستطيع القيام بأداء واجباتها كالسابق ، كانت تستمر بالبكاء ، وأصبحت تكره كل الناس من حولها ، لا تطيق رؤية أحد ولا سماع صوت أحد ، يعلو صوتها على عائلتها لأسباب غير مقنعة ، تغيرت شخصيتها تماماً .

 بدأت والدتها بتلاوة القرآن عليها قبل أن تخلد إلى النوم ، فتظهر تلك المرأة البشعة مرة أخرى في منامها ، في هذه المرة كانت تتألم وتصرخ بطريقة مخيفة ، ثم بدأت بالقفز كالمجنونة ، ثم أمسكت بوالدتها من ظهرها بعنف شديد .

صحيت من النوم في لحظتها لترى والدتها تصرخ من ألم ظهرها ، وسرعان ما أخذوها إلى الطبيب ، ولكن كل الصور والتحاليل أظهرت نتيجة واحدة وهي أنها سليمة .

لم تكن والدتها تستطيع الحراك من شدة الألم .

بقيت هذه الحالة فترة طويلة ، عانت كثيراً ، وتعبت نفسياً  وجسدياً ، فهذه المرأة اللعينة ترافقها في كل خطوة من دربها ، وتتعثر هناك وتفشل هناك ، وتخبرها في كل مرة بأنها لن تنجح بحياتها أبد الدهر .

قررت الذهاب إلى الشيخ ، قال كلام غريب نوعاً ما ، أخبرها بأن هناك شخص كان يعشقها قام بعمل هذا السحر ، وهو سحر قوي جداً ، وقد استعان بقرينتها .

وأخبرها الشيخ بطريقة العلاج ، ولكنها لم تكن بالقرآن ، إنما بالشعوذة والسحر ، رفضت الفتاة العلاج رفضاً تاماً ، فخافت أن يزيد الأمور سوءاً .

قررت أن تعالج نفسها بقراءة القرآن ، وبدأت بأول يوم ، فإذ بها بدأت تهجس وتقول كلمات غريبة لعائلتها ، أو تبكي بشدة ولا تستطيع تتمة القراءة ، ولكن رغم ذلك لم تستسلم وبدأت في اليوم التالي  وقرأت بعضاً منه .

تستيقظ في اليوم الثالث لتتفاجئ بعلامات زرقاء على كل جسدها ، والغطاء ملفوف على رقبتها وكأنه أحد يريد خنقها ، خافت و بدأ العرق يتصبب على جبينها وهي تحاول فك الغطاء عن رقبتها ، تمالك نفسها وأمسكت الكتاب الكريم وبدأت بتلاوته حتى زال عنها الغطاء .

في اليوم الرابع وهي جالسة تتلو القرآن ، بدأ بظهور التهابات دهنية على جفنها ثم تحول إلى دم ، خافت كثيراً ولم تعد تستطيع إكمال القراءة ، توقفت و بدأت الأصوات الغريبة تصدر من كل مكان ، و تخيلات كثيرة تراود ذهنها ، بقيت هذه حالتها ولم تتحسن ...

تفاصيل كثيرة ومنامات مبهمة ، هل ستستطيع التخلص منها ؟؟ بإتمامها تلاوة كتاب الله العظيم 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع