القائمة الرئيسية

الصفحات

المدرسة القديمة...رواية مرعبة وقصيرة تستحق القراءة


 المدرسة القديمة

استلمت اليوم عملي الجديد كحارس عقار.


سمعني صديقي عمر وأنا اتحدث مع زوجتي سما في العمل منذ يومين، لقد كنت منفعل حينها وأقول، "لقد نفذت نقودي، ولم يعد لدي المزيد".

سألني حينها ما بك؟ فأخبرته أنني أبحث عن عمل إضافي، حيث أن عملي الحالي لم يعد كافٍ لاحتياجاتي الأساسية، ومن المؤكد أنني لن أسرق من أجل إطعام أولادي


نظر لي بتمعن قليلًا، ثم قال انتظرني دقيقة...

ثم عاد بعد أن أنهى مكالمة هاتفية، وقال لي: "عادل، يوجد عمل كحارس عقار في مدينة أكتوبر بمرتب ٤٠٠٠ جنيهًا، بدوام ٨ ساعات ف اليوم، لكن اعتقد أن بها بعض الصعوبة بالنسبة لك


هل تمزح معي!

بالطبع سأقبلها، مرتبي الحالي ٢٥٠٠، دلني عليها سريعًا يا صديقي!

ابتسم، ثم قال: لكن هذا المكان ليس بالهين والمخاطرة به كبيرة!

صمت قليلًا ثم قلت، ماذا يعني ذلك؟

هناك احتمال أن تشعر بالخوف، لأن هذا المكان مرعب جدًا، ستسمع أصوات غريبة بعض الشيء بالداخل، لا تدخل، لا تقترب حتى، هل تستطيع تحمل ذلك؟


نعم يا عمر أستطيع، أنا مستعد.

كما تشاء، ستبدأ من اليوم الساعة ١١ مساءً، وسينتهي دوامك في الساعة ٧ صباحًا، أما المرتب سأعطيه لك مقدمًا.


لم أكن مستوعب ما حدث، كأن الله أرسله لي من عنده.


في المساء ذهبت لأستلم عملي الجديد، استلمت أول يوم من شاب كان يظهر عليه علامات الغنى ويبدوا بأنه لا يحتاج لهذا العمل، كان ينظر لي بتمعن من أعلى رأسي إلى أخمص قدميّ وهو يتحدث مع مالك العقار.


يا سيدي هل هذا جدير بالعمل، إنه ضعيف سيموت إذا رأي أحد!


نظر له عمر وقال: إنه معي ولا تقلق، فهو بعيد تمامًا عن عملك.

قبل أن يغادر عمر قال لي: 

"عادل أعتقد أنني شرحت لك العمل و أخبرتك أن المكان يحدث به أمور غير طبيعية، و ستكون وحدك هنا، لا تدخل البيت نهائيًا، مهما سمعت لا تقم بالرد أبدًا، وإذا رأيت أي شيء أمامك لا تتحدث معه، لولا كونك صديقي، وأعرف ما تمر به، ما كنت لأعرضك لمثل هذا الموقف أبدًا، لكني أحاول مساعدتك".

ابتسمت له ثم قلت: "أنت لست صديقي فحسب، إنك أخي، وأنا أقدر ما فعلته من أجلي يا عمر" ثم ودعته.


جلست في المكان المخصص لي، وكان عبارة عن غرفة خارج العقار تمامًا -بجانب الباب الرئيسي- مجهزة بالإضاءة، وسخان للشاي، وراديو صغير الحجم، الجو العام كان هادئ تمامًا، المكان يعتبر صحراء، وطريق رئيسي أمامي، وكان الجو باردًا جدًا.


بعد مرور بعض الوقت، بدأت أسمع تحركات بجانبي وأصوات خطوات تحوم حولي!


ثم رأيت بجانبي شخص طويل القامة، أصلع الرأس، أسمر البشرة، يمر بجانبي، وبالرغم من الظلام الدامس إلا أنني استطعت رؤية الحرق الموجود بجانب وجهه الأيمن، ثم نظر إليّ، فتسمرت بمكاني ولم أنطق ببنت شفة وتعاملت كأني لا أراه!


ثم دخل هذا الرجل للداخل، والتعليمات الخاصة بي تنص على عدم الدخول أبدًا.

وبمجرد عبوره الباب، اختفى كأن لم يكن بالرغم من سماعي لصوت خطوات أقدامه.


بعد قليل سمعت أشياء تتخبط، فراودني إحساس أني أريد المغادرة، خصوصًا عدم معرفتي بمهمتي هنا، يدخل الناس متى شاءوا بدون منع مني، وفي هذه الأثناء أصبح المكان مضاء، فألقيت نظرة بالداخل، فرأيت أكثر من شخص هناك!


"يجب أن تذهب من هنا، يجب أن تذهب، لا يجدر بي المكوث هنا أكثر من ذلك..."

كان هذا حديثي لنفسي، ثم فكرت في أولادي وزوجتي، فكرت في معيشتي، لا يجدر بي الخوف، سأصلي وأدعو الله أن يمر كل هذا بسلام.


الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، سمعت صوت أنين عالي جدًا، وكأن أحدهم يصارع الموت!

كان أنين قوي، أحدهم يتألم بالداخل، لدي إحساس يراودني أن أذهب لأرى ماذا هناك، لكني خائف...


تذكرت كلمات صديقي عمر عندما أخبرني بأن المكان به أشياء غير طبيعية، وسأكون وحدي في المكان، وألا أدخل هناك أبدًا مهما سمعت، ورأيت، وألا أحاول التعامل معهم.


عدت إلى مكاني مرة أخرى، ومر الوقت إلى أن بدأ شروق الشمس في الظهور، وبدأت تأتي سيارات وأشخاص من بينهم عمر، ولمحت خلفه الرجل الأسمر، كنت أرتعش في مكاني، عندما رآني عمر شعر بأني غير طبيعي، خصوصًا عندما بدأت أتكلم وأرتجف.


عمر، المكان هنا مرعب فعلًا، لقد ظللت طوال الليل خائف ولا أستطيع الانتظار.


نظر لي ثم قال: "اعتبر أن المبلغ الذي أخذته هدية، ولا تعد هنا مرة أخرى".


رفضت وأخبرته أنني قضيت الليل كله كما طلب مني ولم أتحرك، لكن سمعت أصوات غريبة بالداخل!



-ماذا سمعت؟

=أنين وأصوات كأنها أطفال تنازع الموت، وتطلب المساعدة، وكان هناك شخص طويل محروق يدخل ويخرج كثيرًا.

-أسمع يا عادل، هذا العقار كان مدرسة قديمة وتحولت لبيت و قام مالكيه بتحويله لمخزن، والأشخاص الذي تراهم، تأتي لأخذ بضائع ووضع أخرى، وهذه المدرسة أحرقت بالكامل، فكل هذا من الطبيعي أن تراه وهذه الأصوات وهمية لا تقترب منها.


مر يوم بعد يوم، ولا تزال الأصوات كما هي، إلى أن سمعت صوت اهتز له قلبي، كان صوت طفل صغير يقول أبي، أنقذني يا أبي، وصوته يشبه صوت ابني تمامًا، قمت مسرعاً وذهبت للداخل!


رأيت نفس الشخص واقف، وينظر لي بعيون حادة وابتسامة مرعبة، صوت الأنين قادم من غرفة بآخر الممر مضيئة، تجاهلته وذهبت باتجاه الغرفة، لكنه جاء ووقف أمامي، كان مرعب لأبعد درجة.

وقفت لا أستطيع الحراك، فوضع يده على كتفي...


أنه مالك العقار

-ما الذي أتى بك للداخل؟

-ارتبكت قليلًا ثم قلت: ها لقد كان هناك كلب ينبح هنا تقريبًا، ثم نظرت للشخص الطويل، وسألت، هل ترى هذا الشخص؟


-أي شخص؟

ابتسم الرجل الطويل أكثر، ثم أكمل المدير كلامه وقال: أخرج يا عادل لا تزعج نفسك.


في اليوم التالي فكرت جيدًا، ثم قررت أن أذهب لداخل الغرفة حيث تخرج منها الأصوات...


لكن عندما دخلت وجدتها مغلقة!


عدت مرة أخرى، فوجدت عمر قد أتصل بي ١٠ مرات، حاولت الاتصال به لكن لم يكن معي رصيد كافي.


رأيت صاحب المكان عاد مرة أخرى في ساعة متأخرة، ليتأكد من عدم دخولي الغرفة، وتحدث معي قليلًا، ولكن بعد أن ذهب نسى مفاتيحه الخاصة!


من الممكن أن يكون بها مفتاح الغرفة؟ ممكن...

أخذته وبعد أن ذهب سمعت صوت أنين بالداخل...

كان المكان فارغ على غير المعتاد، وضعت المفتاح بالباب ففتح بسهولة، ما رأيته كان غريب جدًا، غرفة اضوائها ضعيفة، وعلى جدرانها دماء كثيرة، وتوجد رؤوس مقطوعة معلقة!


ذهبت للداخل وبدأت أدقق النظر، فوجدت شاشة وكاميرا، تقوم بتصويري من خلفي، لكن! هذا بث لموقع، ومكتوب سيبدأ العرض الجديد الآن، هناك ضحية جديدة!


دققت في الكلام المكتوب فوجدت أحدهم يقول سأدفع ٧٠ ألف جنيهًا وتقطعوا أطراف أصابعه أولاً..


أنا.. أين أنا. فوجدت في الشاشة الشخص الطويل يقف ورائي وبيده سكين كبيرة، بدأت بالدوران حولي لأراه لكني لم أره...

ضربني بقدمه في وجهي فوقعت، كنت أتوسل له، لا أريد الموت...

كان يقوم بربطي في كرسي ومعه منشار كهربي، كان المنشار يقترب من يدي ببطء وهو يضحك بصوت عالي!

سمعت صوت رصاصة، وهذا الشخص وقع امامي والرصاصة في منتصف رأسه!


كان عمر، قام بفك وثاقي، وفصل البث.

كيف جئت هنا، وما الذي يحدث؟

-هذا عملي يا عادل، أنا أعمل معهم، أنا من يحضر لهم الضحية، كانوا سيتخلصون منك لكن لم اتركهم يقتلوك، أسرع بالهروب من هنا وخذ زوجتك وأولادك، أهرب من المدينة كلها، وأنا سأختفي تمامًا، مع أنني أثق تمام الثقة أنهم سيجدونني ويقتلوني.

من هم؟

- إنها منظمة كبيرة، لن أستطيع أن أشرح لك الآن، هذا الرقم سيكون معي، عندما تستقر في مكان هاتفني عليه.


لا أعرف كيف اتصرف ولا أعرف أين سأذهب!


بعد يومين اتصلت به، لأنهم وصلوا لي، أخبرته أن لدي أطفال، لا أعرف كيف أحميهم...


أعطاني عنوان المكان المستقر فيه.


أنا الآن أشاهده في البث المباشر، وهو يتقطع، لقد وعدوني، وعدوني، إذا قمت بتسليمه لهم لن يؤذوني أو يؤذوا أولادي، الآن عمر يتعذب بطريقة وحشية، أنا آسف يا عمر، كنت خائف على أولادي....


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع