القائمة الرئيسية

الصفحات

الروح العالقة ..الجزء الثاني..رواية رائعة ومشوقة تستحق القراءة ...تابعوها

 رواية حقيقية حدثت في مدينة حمص السوريا القصة اسفل الصورة 

عندما دخلت من الباب ووجدت راما جالسة في الصالة انصدمت، تذكرت كيف اخبرني صاحب المبنى أنه لا يؤجر فتيات وكيف اخبرني قصة الفتاة التي انتحرت، شعرت أنه كان يكذب كي لا نسبب ازعاج لها، او لأسباب أخرى كنت أجهلها، المهم جلست مع راما ولم أكن أصدق عيناي فجمال الفتاة لا يوصف والجاذبية التي تشدني نحوها، كانت قد أعدت القهوة لي ولها (او بالأحرى هذا ما تخيلته)، لكن خلال جلوسي معها كنت قد نسيت كل المشاكل التي كانت تحصل والأيام التي مررنا بها وحتى المنام عندما بدأت راما بالصراخ وتناديني لم أتذكره ابدا، كان تأثيرها خلال جلوسنا كبيرا جدا لدرجة لم استطع التفكير بأي شيء سوى جمالها، وبدأت بزيارتها كل يوم أو هي تأتي لزيارتي في المنزل، لكن كان اتفاقنا أن تكون علاقة الصداقة بيننا علاقة سرية لا يعلم بها احد( أمي، رامي، محمود، حتى مالك المبنى).

أصبحت الأمور طبيعية تماما في المنزل إلى بدأ أصدقائي يشعرون بغيابي المفاجئ عن المنزل بدون أي أسباب وبدون أن أخبرهم عن مكان ذهابي، بدأوا يرونني اضحك مع نفسي في المنزل، أحيانا أكلم نفسي وايام لا اذهب الى الجامعة، سألوني عدة مرات هل تعاني من خطب ما؟ قلت: لا اشعر بالضغط قليلا دعوني عدة أيام وسأعود كما كنت، وعنها فعلا في ذلك الوقت لم يضغطوا علي وتركوني كما اريد إلى أن حصل ما لا اتوقعه، استيقظ محمود الساعة الرابعة فجرا الى الحمام لكنه استغرب عندما رأى باب الشقة مفتوح وأنا لم أكن موجودا في الصالة حيث أنام.

كيف هذا؟ بدأ محمود يسأل نفسه، اين نوار؟ ولماذا ليس بفراشه؟ ولماذا باب الشقة مفتوح في هذا الوقت؟ ذهب على وجه السرعة الى رامي وأيقظه وأخبره الذي حصل وبدأوا يفكرون الى اين من الممكن أن اذهب ولما الباب مفتوح؟ امن المعقول؟ صعد للأعلى؟ بدأت تراودهم هذه الأسئلة.

على الفور صعدوا للأعلى وقلبهم على وشك التوقف، باب الشقة مفتوح قليلا، ما هذا؟ فتحو الباب تدريجيا، وللأسف كنت جالسا على الأرض وجهي مقابل الحائط وأكلم نفسي واضحك، لكنني فعلا لم أكن وحدي كنت مع راما، لماذا لا يراها أحد غيري؟ شعر أصدقائي بالحزن على وقرروا أن يرسلوني الى والدتي عدة أيام كي ارتاح. كنت مجبرا على الذهاب كي لا تكثر المشاكل بيننا أو أن يصبح بيننا خلاف يجبرنا على مغادرة المنزل.

في اليوم التالي ذهبت الى امي مكسور الخاطر مما قاله أصدقائي لأنني لا اذكر غير تفاصيل وجه راما وأنني كنت فعلا معها.

اخبرت والدتي بكل ما حصل معي من البداية الى أن عدت اليها لكن بدأت الاحظ أن امي لم تصدم كثيرا ولا تفاجأت لتلك الدرجة، استغربت من ردة فعلها التي كانت شبه معدومة، بعد أن انتهيت من كلامي بدأت اراها تلبكت ولا تعرف ما الذي عليها أن تقوله، قال: يا بني لا تشغل بالك ربما هذا ضغط السنة الأولى والسفر وهذه المرة الأولى لك بعيد عني في مدينة أخرى، في الواقع شعرت أنها استغفلتني بكلامها الدافئ وحنانها.

مر يومان وأنا في منزل اهلي مع والدتي وفي الليلة الثالثة قررت أن اعود من اجل جامعتي، وبصراحة اكثر اشتقت لراما، حاولت امي ان تمنعني لكنني كنت مصرا على السفر وسافرت، عدت الى المنزل حيث أصدقائي وكنت سعيدا، استقبلوني بضحكاتهم لكنهم لم يعلموا أن هذه الضحكة ستتحول الى حزن ولكارثة ستتحدث بها المنطقة كلها، بدأت اتصرف تصرفات غريبة خارجة عن ارادتي عند النوم وكأن هناك روح في داخلي تسيطر علي وتتحكم بي، و بدأت امشي في نومي كل يوم واصعد الى الشقة، ولم يعد يتجرأ الشباب على اللحاق بي لأنهم علموا أن هناك شيء غريب و كبير يحصل معي، الى ان وصلوا الى نقطة لم يعودوا يستطيعون التحمل وشعروا بالملل مما يحدث وفقدوا تركيزهم على الدراسة وعلى كل شيء فقرروا أن يجلسوا معي ليفهموا كل شيء وهذا الذي حصل، جلسنا وتكلمنا بكل شيء، التفاصيل الصغيرة التي كانت تحدث وأنا الا اشعر بها، لم أكن اصدق الذي يخبرونني به فأنا لم أكن وحدي، كنت مع راما، انا لست مجنونا. 

قرر أصدقائي أن يحضروا شيخا كي يقرأ علي وعلى الشقة في الطابق العلوي، عندما جاء الشيخ ذهبنا الى الشقة أولا، لكن ما هذا الذي حصل؟؟؟ عندما دخلنا ككلنا الى الشقة مع الشيخ بدأت النوافذ والابواب تتحرك بقوة شديدة وكان الهواء شديدا بطريقة جنونية ليس لها أي مبرر، بدأ الشيخ يقرأ في الشقة وأنا في حالة صدمة بدأت اشعر بالغضب، وأصبح التنفس صعبا، بدأت أرى الشيخ وكأنه أكبر اعدائي في هذه الدنيا.

فجأة غبت عن الوعي وبدأت أتكلم بصوت مرعب جدا مع الشيخ، الشيخ بدأ يوجه لي الأسئلة كن للأسف لم تكن موجهة لي بل كانت موجهة ل راما.

من انت؟ ماذا تريدين منه؟ ولماذا دخلتي حياته؟ ما اسمك؟ كان الشيخ يقرأ ويسألها الأسئلة الى أن جاءت الصدمة، عندما اعترفت الروح وبدأت تقول، اريد هيام، اريد هيام، اريد هيام، أكمل الشيخ القراءة الى ان اختفى الصوت ولم اعد اشعر بعد ذلك بشيء ابدا.

الى ان استيقظت وجدت نفسي في المنزل والشيخ أمامي، سألني الشيخ من هيام؟



أخبرته امي

قال: يا بني اتصل بأمك واسألها إذا كانت تخفي شيئا عنك، لكن المفاجأة أوننه مع أو رنة لهاتف أجابت أمي وبدأت بالبكاء بدون أن تتكلم أي كلمة مع أنني لم أسألها أي شيء.

قالت: يا بني أنا منذ زمن كنت على علاقة مع صاحب المبنى والفتاة التي اسمها راما، احبته وهو بادلها الحب وكانت أجمل مني بمراحل ولكنني لم استطع تحمل ذلك، فقمت بعمل السحر الأسود كي ادفعها للانتحار، وعندما دخلت أنت للجامعة ارسلتك لنفس المبنى كي أقوم بزيارتك وأرى صاحب المبنى لكن لم أعلم أن روحها ستلاحقني وتنتقم مني عن طريقك، أتوسل اليك يا بني سامحني.

أغلقت الخط من دون أن انطق بكلمة ودموعي قد ملأت وجنتي، والشيخ سمع المكالمة كاملة، قال: عليك أن تغير مكان سكنك في أقرب وقت، في نفس اللحظة نهضت وذهبت الى صديقي الذي يطن في منطقة بعيدة قليلا.

لكن في هذه الليلة حصل مالم يكن في الحسبان، كان محمود يعود من عمله الساعة الثانية بعد منتصف الليل لأنه كان لديه الكثير منة العمل الإضافي ذلك اليوم، وعندما وصل، ما هذا ؟ ما الذي يحصل؟ رجال الشرطة والكثير من الناس امام المبنى، ما الذي يحصل اخبروني، قالوا له: هناك شاب قام بالانتحار في هذا المبنى، صعد محمود بسرعة وعندما وصل للشقة لم يجد أحد، ذهب فورا الى شقة الفتاة وجد رامي جالسا في زاوية الغرفة يبكي، اكمل قليلا للداخل وأصيب بصدمة كبيرة، نوار منتحر، نعم لقد انتحر.

جاء عناصر الشرطة واخبرهم لقد وجدت رسالة، فنهض رامي مسرعا هو ومحمود ليقروا مضمون الرسالة، وجدوا قد كتب فيها (هكذا علقت روح صغيرك مثلما علقت روحي).



النهاية.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع