القائمة الرئيسية

الصفحات

الساحرة...قصة واقعية تستحق المشاهدة والاندماج في تفاصيلها

 

#الساحرة 

ذات يوم كان هناك فتاة تهاب والدتها ، وتخاف منها حتى بعد أن فارقت والدتها الحياة ، كانت تخاف أن تدخل غرفتها ، لم يكن بينهما علاقة ودية .

فارق والدها الحياة وهي في عمر صغير ، بقيت مع والدتها الساحرة ! 

كانت والدتها ساحرة تملك غرفة خاصة ، يزورها الناس لعمل السحر والشعوذة ، كانت غرفة صغيرة تملؤها رائحة البخور المقززة ، والشموع موزعة في كل مكان .

قبل أن تموت بيومين أخبرت ابنتها بوصيتها ، ورد فيها التالي :

" ابنتي سامية الوحيدة ، عندما أموت لا تقربي غرفتي أبداً وأبقي بعيدة عنها ، كي لا تتأذي ، هذه وصيتي لك " 

وكأنها تعلم أن ساعة الموت قد اقترب ...



أصبحت هذه الفتاة يتيمة الأب والأم ، فبدأت جدتها بالاهتمام والاعتناء بها ، لم ترغب سامية بترك منزلهم بعد وفاة والديها ، لذلك قررت الجدة أن تزورها كل يوم .

 بقي كلام والدتها عالق في ذهنها ، و ما زالت رائحة البخور تملأ المكان  .

لم تعد الفتاة تطيق الانتظار ، ويزداد فضولها يوماً بعد يوم لمعرفة سر هذه الغرفة ، ذهبت تجاه الغرفة ، وجسدها يرتجف بالكامل ، تمالكت نفسها ووضعت يدها على مقبض الباب لتفتح الغرفة ، في نفس اللحظة دخلت جدتها المنزل ، وكأنها إشارة لها  كي لا تتجرأ بالدخول .

 قررت أن تخبر جدتها بكل شيء ، وتسرد لها القصة بتفاصيلها ، لكن الجدة لم تصدق ما سمعته ، وقررت أن تنام بغرفة الساحرة كي تتأكد بنفسها أن الغرفة خالية من أي شيء.

دخلت جدتها الغرفة ونامت الليلة هناك ، مرت دقائق قليلة ، وبدأت أصوات غريبة تصدر من الغرفة ، و زادت رائحة البخور مختلطة مع رائحة عفن كريهة ، شعرت بالرعب الشديد لدرجة أن أقدامها لم تعد تحملانها على الوقوف ، لتطمئن على جدتها المسكينة ، وانتظرت حتى حان الصباح.

في الصباح ، ذهبت إلى غرفة والدتها الساحرة ، فوجدت جدتها واقفة على نافذة الغرفة ترتدي ثوب صلاة والدتها ، طلبت منها جدتها الخروج فوراً ، لم تستطع استيعاب ما يحصل في لحظتها ، حاولت الاقتراب منها فصرخت بصوت عالي ومخيف ، اخررجِ من الغرفة .

انتابها فضول كبير لمعرفة ما الذي يحدث في الغرفة ، فتقدمت بخطوات إلى الغرفة لتجد قطة مذبوحة على التخت ذو رائحة كريهة جداً ، وكأس دم موضوعة على الطاولة ، كان المشهد مرعباً .

 في هذه اللحظة التفت جدتها نحوها وهي تصرخ " قلت لك اخررجِ " ، كانت عيناها محمرتان مثل الدم وفمها ممتلئ بالدم ، كاد أن يتوقف قلبها من الخوف ، ركضت مسرعة خارج الغرفة وطلبت الشرطة ، عند وصول الشرطة دخلوا الغرفة ووجدوا الجدة فارقت الحياة و رائحتها كريهة ، ولم يعد هناك أي أثر لوجود القطة ، وكأس الدم اختفى أيضاً ، كادت أن تفقد عقلها ، لم تستوعب ما حصل .

وبينت الشرطة أن الجدة توفت بشكل طبيعي نتيجة نوبة قلبية أصابتها ليلة أمس .

لم تغب هذه اللحظة من ذهن الفتاة و أصبحت  تخاف من كل شيء يحيطها ، وتعبت كثيراً في تلك الفترة ، ولم تعد تستطيع أن تكمل حياتها في هذا المنزل المسحور ، فعرضت المنزل للبيع وقررت السفر إلى خارج البلاد .

بعد مدة قصيرة من سفرها ، تحسنت حالتها ، كما تقدم شاب للزواج بها ، وافقت الفتاة ، وبعد فترة كونت عائلة جميلة ، لكن أطفالها كانوا يخبرونها دائماً أن رائحة البخور تبعث منها على العلم أنها مستقرة و سعيدة في حياتها بعيداً عن السحر والشعوذة ، ولكن رائحة البخور رافقتها حتى بعد ممات والدتها الساحرة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع